الإدارة الذاتية
والإبداع والابتكار والرؤية ورحلة الحياة
بقلم
دكتور/
عبد الكريم درويش
Certified TOT System Thinking - de Bono
International
طرح روبرت فريتز Robert Fritz مبتكر مفهوم
"الشد الخلاق" وما يرتبط به من إبتكار أو إنشاء الهيكل "Creative Tension and Creative Structural" فكرة أنه يمكن إحداث
الإبداع عن طريق خلق فراغ يتمثل فى الفرق فيما بين الوضع الحالى
والوضع المأمول فى المستقبل –وهو ما يمثل بالنسبة لنا كيفية تصور الرؤية Vision- هذا الفراغ
يمثل ضغطا نفسيا لا يزول إلا بسده وهو ما يطلق عليه بالشد أو الضغط الخلاق "Creative Tension"، ويتضافر كلا من العقل الواعى والعقل اللاوعى للقيام بعملية
سد الفراغ.
وتحدد طبيعة إدارة هذه العلاقة ما إذا كانت عملية خلق
الفراغ تسبب ضغطا إيجابيا أم سلبيا، فعندما يشعر الفرد منا بأنه قادر على القيام
بالبناء لسد هذا الفراغ، فأن هذا الفراغ يسبب فى تلك الحالة ضغطا إيجابيا، أما فى
حالة الإقتناع بعدم القدرة على سد هذا الفراغ فإنه يتولد ضغطا سلبيا فى تلك
الحالة.
وهنا يمكن القول من خلال التفكير العلمى والخبرة
والممارسة العملية، أن "حالة الشد الخلاقة" يمكن إدارتها بصورة متميزة
عندما يراها الفرد منا كأنها فرصة للاستمتاع بحالة القلق الايجابي، والخلق والإبداع والابتكار حيث
إنها ترتبط بمفاهيم كبيرة لها معانى ودلالات رائعة مثل الحلم، و الواقع، والتصور، والرؤية
والحقيقة وصناعة المستقبل من خلال البناء الخلاق وتقديم القيمة المضافة فى العمل
والحياة.
وترتبط عملية القيام بالبناء لسد الفراغ المرتبط بحالة "الشد
الخلاقة" بمفهوم آخر يتمثل فى الهيكل الخلاق Creative structural لأن هيكل الأشياء هو الذى يحدد السلوك المرتبط به، فهيكل المبنى
هو الذى يحدد كيفية الدخول إليه، والتجول داخله مثل الصعود إلى أعلاه والهبوط إلى
إدناه، وهيكل المقعد هو الذى يحدد كيفية الجلوس عليه، ثم الثبات بعد ذلك أم الحركة
نتيجة طواعيته للاهتزاز والحركة، وهيكل الكتاب هو الذى يحدد كيفية قراءته فالعنوال
الجذاب هو ما يشد أنتباه القارئ، ثم تقسيم الكتاب من حيث المقدمة والموضوع
والخاتمة، مما يجعل القارئ يسير فى تسلسل منطقى من البداية إلى النهاية فى رحلة سلسة
وشيقة.
وهكذا الحياة فهى رحلة فكيف نجلعها رحلة مليئة بالحلم،
والخلق، والتصور، والرؤية وكيفية تجسيدها على أرض الواقع، فنستمتع فيها بالعمل والإنجازات والتعلم من خبرة الماضى، والمعرفة والأداء
فى الحاضر، وهندسة وصناعة المستقبل.
للتواصل:
Comments
Post a Comment