وصفة النجاح فى إدارة الذات (نماذج إدارة الذات) للدكتور/عبد الكريم درويش


وصفة النجاح فى إدارة الذات (نماذج إدارة الذات):([1])

       عندما يدرك الفرد منا أنه من الممكن أن يحقق النجاح فى الحياة من خلال اتباع طريقة محددة، وعندما تساعده تلك الطريقة على تحقيق ما يريده، فأنه يسعى إلى اتباع نفس الطريقة أو الطرق المشابهة لها مرة أخرى عندما يريد تحقيق ما حققة من قبل أو ما يشابهه من الأمور، ومن هنا يمكن لكل فرد توصيف طريقة نجاحه أى كتابة وصفة نجاحه الذى يتبعها عند القيام بما يريد تحقيقه، ونجد أن هذا هو نفس الشئ الذى يقوم به القائد الفذ عند رسم رؤيته، ووضع أهدافه، وتكوين فرق عمله، وتحقيق ما ينشده من خلال تنفيذ مشروعات عمل ناجحة، وكذلك يكون حال الطاهى الماهر فى أرقى الفنادق العالمية، حيث يحدد وصفة المقادير لعناصر الوجبات ويقوم بأضافتها لبعضها بخطوات محددة، وفى ظل ظروف معينة للوصول إلى تقديم أفخر وأطعم المأكولات، وهو أيضا ما تقوم به ربة المنزل القديرة عند تعرفها على وصفة محددة لقيامها بطهى الطعام بصورة جيدة بالمنزل.


وهذا ما يفسر ارتباط وصفات النجاح بنماذج عمل محددة، وتطلق كلمة نموذج هنا على ما يتم تحديده من خطوات أو عناصر يلزم اتباعها أو توظيفها لتحقيق ما نريده أو القيام بما نفعله لتحقيق النحاح فى الحياة.
وتقوم الفكرة الأساسية لهذا الكتاب على أنه من خلال توصيف وإتاحة نماذج محددة ومجربة لإدارة الذات فإن أى فرد عادى يمكنه التعرف عليها واتباع وصفاتها وتحقيق النجاح اللازم فى الحياة-إن أراد هو أو هى ذلك بالطبع- وكذلك يمكن لمن يكون قد حقق قدرا من النجاح ولكنه لم يكتشف بعد مكونات وصفة نجاحه، أن يستفاد من تلك النماذج فى توصيف طريقة نجاحه، وتطبيقها بشكل أكثر وعيا ونظامية وبالتالى تحقيق النجاح بصورة أكثر إدراكا واتساعا.

ومن خلال هذا المنطلق العلمى والعملى لعملية إدارة الذات، فأننى أرى أن وصفة نجاح الفرد منا تحتاج إلى ثلاثة نماذج أساسية تتكامل مع بعضها البعض لتمثل فى النهاية منظومة عمل أو مدخل متكامل وقد أطلقت عليها الأهرامات الثلاثة –وقد أطلقت على تلك الأهرامات أسماء عربية ذات دلالات محددة ومعانى معينة وهى الهرم الأول -أو نموذج- "قرر"، والهرم الثانى -أو نموذج- "جفن"، والهرم الثالث -أو نموذج- "صقر"، والآن نتناول تلك الأهرامات أو النماذج الثلاثة بشئ من التفصيل.
للتواصل:


[1] - راجع دكتور/ عبد الكريم درويش، منظومة الأهرامات الأربعة لإدارة الذات، 2011م، ص 13-14.

Comments